إرادة تتحدى القيود.. نساء العراق يواجهن التقاليد بالصوت الحر في انتخابات البرلمان

إرادة تتحدى القيود.. نساء العراق يواجهن التقاليد بالصوت الحر في انتخابات البرلمان

دعت منظمات نسوية إلى دعم المشاركة النسائية في انتخابات الدورة السادسة لمجلس النواب العراقي، مؤكدات أن صوت المرأة يمثل ركيزة أساسية في بناء الديمقراطية وصنع القرار الوطني.

وجاءت هذه الدعوة بالتزامن مع انطلاق عملية التصويت، اليوم الثلاثاء، وسط أجواء انتخابية هادئة نسبيًا، تسودها مؤشرات على حضور نسائي متنامٍ رغم محدودية عدد المرشحات مقارنة بالرجال، بحسب ما ذكرت وكالة "JINHA".

وشهدت العملية الانتخابية مشاركة نسائية أقل بثلاثة أضعاف من عدد المرشحين الرجال في عموم العراق وإقليم كردستان، إلا أن الحماس الشعبي تجاه المرشحات بدا لافتًا.

ففي مدينة كويه عبّرت النساء عن أملهن في فوز المرشحات أصحاب الكفاءة، مؤكدات أن أصواتهن ستُحدث فرقًا في مستقبل التمثيل السياسي للمرأة العراقية.

مشاركة بحرية تامة

قالت الموظفة برجين عثمان عبد الله، التي أدلت بصوتها صباح اليوم، إنّها تمارس حقها الانتخابي بحرية تامة ودون أي ضغوط سياسية أو عائلية.

وأضافت: من حقي أن أختار من أمثّل به بلدي بحرية، وأتمنى النجاح لكل المرشحات النزيهات اللواتي يمتلكن تاريخًا نضاليًا ويعملن بإخلاص من أجل حقوق المرأة".

ودعت عبد الله النساء كافة إلى دعم المرشحات اللواتي أثبتن كفاءتهن، مؤكدة أن "من تفزن بالمقاعد البرلمانية عليهن أن يضعن قضايا النساء في مقدمة أولوياتهن، وفاءً لثقة الناخبات".

تمسك النساء بالصوت الحر

بدورها، شددت سيران عبد الواحد، إحدى الناخبات في كويه، على تمسكها بحقها في التصويت الحر، مؤكدة أنها لم تتعرض لأي نوع من الضغط أو التوجيه القسري، قائلة: "أصوّت بإرادتي الكاملة لمن أراه الأجدر، ولا أحد يفرض عليّ رأيًا.. أدعو كل النساء للمشاركة بثقة ومنح أصواتهن لمن يستحقها".

ورأت عبد الواحد أن المرأة لا تقل كفاءة عن الرجل، بل قد تكون أكثر جرأة في مواقف معينة، مشيرة إلى أن "البرلمان يحتاج إلى صوت نسائي قوي يدافع عن حقوق الشعب الكردي والمرأة العراقية على حد سواء".

وأكدت أن التمييز بين الجنسين لا مكان له في العمل البرلماني، مضيفة: "المهم هو من يخدم الوطن بضمير، سواء كان نائبًا رجلًا أو امرأة".

تسهيلات وإقبال نسبي

في سياق متصل، شهدت مراكز الاقتراع في كويه وطقطق إقبالًا ملحوظًا خلال التصويت العام، بعد أيام من إجراء التصويت الخاص الذي شارك فيه نحو 11 ألف ناخب في قضاء كويه و10,220 ناخبًا في طقطق.

وخصصت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات ثمانية مراكز اقتراع و35 محطة انتخابية لتسهيل العملية وضمان مشاركة جميع الناخبين، بمن فيهم ذوو الاحتياجات الخاصة وكبار السن.

ورغم أن الطريق أمام المرأة العراقية لا يزال مليئًا بالتحديات، فإنّ مشهد نساء كويه في صناديق الاقتراع يعكس إصرارًا على كسر القيود الاجتماعية والسياسية التي كبّلت حضور النساء لعقود.

وتُعدّ المشاركة النسائية، وإن بدت محدودة بالأرقام، خطوة رمزية قوية نحو ترسيخ المساواة في الحقوق السياسية، وفتح أفق جديد أمام النساء في العراق للمساهمة في صناعة القرار والدفاع عن قضاياهن من داخل قبة البرلمان.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية